تاريخ مدينة الحله Join the city of Hillah

صورة تعبيريه لمدينة الحله وبوابة الأشتر
تاريخ مدينة الحله 
 Join the city of Hillah
تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ

تمهيد :
الحله هي مدينة سومريه أثريه مندثره تقع في وادي شنعار الخصيب
على مسافة 5 كيلو شمال مدينة الحله على ضفاف الفرات
يحدها من الغرب الهنديه ومن الجنوب مدينة الحله ومن الشرق النعمانيه ومن الشمال المسيب
إندثرت هذه المدينه تحت الطمي بسبب فيضانات الفرات السنويه إلى أن اختفت
تم إكتشاف مدينة الحله بعد الحفريات التي أُجريت من عام 1899 - 1917 م 
أطلق على بواباتها الشماليه إسم باب الأشتر نسبة إلى عشيرة الأشتر الفلوجيه
ويُطلق على بوابة الحله الغربيه إسم باب لبان Leban Gate نسبة لعشيره لبان النخعيه الأشتريه في رطبه



سكان الحله :
تنتمي عشائر الحله لقبيله شناتر الإياديه
التي تمتد أراضيها من ثقيف "المُسيب" حتى غماز وهوازن (السماوه)

مصنوعات الحله :
كانت الحله ومازالت تشتهر بصناعة الدِّيبَـاج والحُلِـيِّ والحُـلَلْ النفيسه 
والفسيفساء والخط والرسم على الطوب (الآجر) وصناعة الغزل والنسيج والنحت والزجاج الملون 
ومنسوجات شنعار كانت في غاية الأتقان منذ القدم وأتقنوا صنع الأقمشة 
حتى اشتهرت بضاعتهم عند الرومان الذين كانوا يتفاخرون بها ويشترونها بأثمان غالية .
ومن أشهر هذه المنتجات الرِداء الشنعاري Shinar Garment
وهو رداء ملكي موشى بالذهب وكان هذا الرداء أغلى رداء بالعالم في ذلك الوقت
ورد ذكر الرداء الشنعاري النفيس في سفر يشوع 7: 21
وثمة شواهد تشير إلى صنع أثواب ثمينة للملوك وكبار الكهنة وغيرهم من الصوف والكتان المذهب .
فقد اشترى الأمبراطور نيرون رداء شنعاري موشى بصور تبلغ قيمته 32,300 جنيه إنجليزي .
وكانوا فضلا عن أحكام نسجها يلونونها بألوان غاية في الحسن والأبداع .
ويرسمون عليها الأصداف والحيوانات من مفترسة وغير مفترسة .
وبالاختصار فقد كانت أقمشتهم فائقة الحسن والجمال وكانت الأمم المعاصرة لهم ترغب فيها كل الرغبة
كما هو الحال في أيامنا الحاضرة بالنظر إلى جودة بعض الأقمشة الشرقية كالبسط الكردية
ويعد العراق من البلدان الرائدة والمشهورة في مجال صناعة وارتداء العباءة الرجالية .
وتعتبر كربلاء من المحافظات المشهورة في مجال حياكة العباءة الرجالية وقد وجد في آثارها آنية 
من زجاج وخزف على هيئات مختلفة بالغة الجمال .
من أشهر المناطق بالتطريز هي كربلاء والنجف والحلة وقضاء القرنة في محافظة البصرة وفي ميسان
وسوق الشيوخ في محافظة ذي قار والغزل والنسيج والخياطة والتطريز من أهم الحرف التي اختصت بها النساء .
وعرفت الأقمشة الملونة وصباغتها بوساطة الشب والقرمز وقد شاع استخدام الأنوال في النسيج .
وكان ثمة حِرَف أخرى متميزة كحرفة صانعي الأكياس والسجاد وتعد نصوص مدينة ماري القديمة
ونصوص نوزي أغنى النصوص من حيث المعلومات المتصلة بصناعة السجاد .
مردوخ الكلداني
يتبختر بالرداء الشنعاري الغالي الثمن
واشتهرت الحله بحفر الحجارة الثمينة ورسم الصور على الصخور والآجر
وأستخدمت الكلمة الأكدية "أومّانوتو" (Ummanutu) لتدل على الحرف اليدوية 
ولفظة "أومّيا/أومّانو" على معلم الحرفة ولفظة "نباخو" (Nappakhu) أي الحداد نَفّاخ الكور .
ودبغت الحله الجلود وصنعت منها الألبسة والأحذية من جلود البقر والماعز .
واستخدام الجلد قليلاً للكتابة عليه وكان القصب يستخدم في صناعة السلال وأعواد السهام والرماح
وفي بناء القوارب والمراكب النهرية وصناعة الأبواب البسيطة والأثاث المنزلي وفي بناء الأكواخ
وتغطية أرضيات المنازل والحظائر في الريف وكانت طبقات من الحصر القصبية تستخدم 
في بناء الأبنية الضخمة كالمعابد البرجية (الزقورات) .
وبسبب ندرة وقلة الأخشاب في بلاد شنعار فقد جلبت من الجبال الشمالية والغربية على الساحل الشامي
ويرد في المعاجم الشنعاريه عدداً كبيراً من الأدوات الخشبية استخدمت في صنع الأثاث المنزلي
وكان للنجار دوراً كبيراً في بناء البيوت والمعابد والقصور والمراكب النهرية والعربات ذات العجلات الخشبية .
كما كانت حرفة الفخّار شائعة في الحله لأهمية صناعة الآجر في البناء وفي عمل الألواح الطينية (الرُّقم) 
للكتابة عليها وفي صناعة الأواني والدّمى والأعمال الفنية الأخرى وكذلك الأحجّار حيث جلبت الأحجار والصخور 
من المناطق الجبلية الآسيوية من زاغروس وإيران والأناضول وبلاد الشام للبناء لصنع الأدوات الحجرية .
 واستخدم النحاس والبرونز في صناعة الأسلحة والأدوات . 
كما وجد صائغ الذهب والأدوات الثمينة من الفضة والمعادن الأخرى .
ومن أهم طرز الخزف الشنعاري نوع من الخزف اصطلح البعض على تسميته باسم الخزف ذى البريق المعدني
ويتميز هذا الخزف بأنه يدهن أولا بدهان أبيض او أبيض مائل الى الزرقة أو الإخضرار ثم يجفف بالحرق
ثم يرسم فوق هذا الدهان الزخارف المطلية بطلاء به أوكسيدات معدنية ثم يجفف مرة ثانية ببطء فتتبخر الأكاسيد
ويبقى الطلاء المعدنى الذى يتخذ بريقا يشبه بريق المعادن, وهو فى الأغلب ذهبى اللون أو أصفر مائل الى الحمرة .
وبمنطقة النجف بالعراق اشتهر فن الزخرفة بشكل عام وهو أحد الوسائل الفنية المستخدمة في صنع وإضفاء الجمال
على القطعة المنتجة وتعد العناصر النباتية والهندسية إلى جانب أشكال الطيور والحيوانات من المقومات الأساسية
في بناء الفن الزخرفي 
جولة في أحياء مدينة الحله :
مازال الأمر يستلزم الكثير من العمل حتى يمكن رسم صورة كاملة لأقدم أحياء مدينة الحله
- وصف أطلال الأسوار الشرقية لمدينة الحله :
 تبعد أطلال الحله عن بغداد بحوالي 80 - 90 كيلو متراً( أي حوالي 50 ميلاً أو أقل ) .
وإذا اقتربت منها فأول ما يقع عليه البصر هو ذلك التل الضخم الذي يحدد موقع أطلال القصر الشمالي
وبعد ذلك تصل إلى أطلال الأسوار التاريخية والتي مازالت ترتفع بضع ياردات فوق سطح الأرض
وتنحدر تدريجياً نحو السهل ويمتد الحائط في شمالي الحله إلى الشرق نحو 875 ياردة
ثم يغير اتجاهه نحو الجنوب لمسافة 930 ياردة ثم نحو الجنوب الشرقي لمسافة حوالي الميلين ( نحو 3,300 متر )
تعقبها ثغرة يتجه بعدها نحو الجنوب الغربي لمسافة نحو الميل وربع الميل ( كيلو مترين )
ليختفي بعد ذلك في الحقول الواسعة لسهل شنعار الخصيب .
وتبعاً لقول فسباخ فإن هذا بلاشك هو السور القديم للمدينة ومازال طرف السور من الجهة الشمالية محتفظاً
بإمتداده في المجرى القديم للفرات الذي ردمته رمال الصحراء على مر العصور
وفي أيام مجد الحله كان نهر الفرات يسلك طريقاً أكثر إستقامة مما هو عليه الآن في هذا الجزء
ولكنه يعود بعد ذلك إلى مساره القديم لمسافة نحو 600 متر جنوبي الحله ليغير اتجاهه تغييراً حاداً إلى الغرب
وتبلغ المسافة بين الجزء الظاهر من السور في الشمال إلى نهايته الظاهرة في الجنوب حوالي ثلاثة أميال . 

- وصف أطلال الأسوار الغربية :

أما في الضفة الغربية للنهر فإن الأجزاء المتبقية من السور، تقتصر على الزاويتين والأجزاء المجاورة لهما
ويبدأ شمالاً عند منتصف المسافة التي يقطعها نهر الفرات داخل المدينة
ثم يتجه نحو الغرب لمسافة 547 ياردة ( أي 500 متر ) ثم ينحني بزاوية قائمة نحو جنوبي الجنوب الشرقي
ثم يتجه ثانية شرقاً نحو الفرات ولكنه ينتهي في السهول قبل أن يصل إلى النهر .
وتبلغ المسافة بين الزاويتين نحو الميل ومائتين وثماني ياردات ( 1,800 متر ) .
ويبعد السور عن الفرات بمسافة لا تتعدى خمسة أثمان الميل ( كيلو متراً واحداً )
وبذلك يكون الجزء الغربي من المدينة على شكل مستطيل مساحته حوالي 1,8 من الأميال المربعة
أما الحي الشرقي - ببروزه نحو الشمال - فمساحته ستة أميال مربعة وربع الميل
الاسوار الغربيه لمدينة الحله
وصف بوابه الأشتر وأطلال القصور : 
يطلق على الجزء الشمالي من الأطلال اسم باب الأشتر
يبلغ ارتفاعه حالياً نحو ثلاثين متراً ومازال في الإمكان تمييز المستطيل الخارجي بسهولة
وجوانبه تواجه الجهات الأصلية، وأطولها هما الشمالي والجنوبي
وكان سور المدينة في الشمال والشرق يحمي هذا المبنى تماماً ( وكانت مساحته نحو 100 متر مربع )
كما كان يحميه الفرات من الغرب والطريق الحالي المتجه للجنوب تكتنفه الحدائق وكروم النخيل
وتقع وراءه بقعة وعرة تضم أطلال مبان قديمة يبدو أنها كانت قليلة الارتفاع
ثم بعد المرور بكرم آخر من النخيل، نشاهد أطلالاً هائلة شديدة الانحدار نحو الشرق والجنوب
ومتدرجة نحو الشمال والغرب وهي أطلال " القصر " الذي يسمى أيضاً " المقلوبة "
وأطول أضلاعه يكتنف قاع مجرى الفرات القديم ويبلغ طوله نحو 300 متر
وسطحه غير مستوي تتخلله مرتفعات يبلغ علوها خمسة عشر متراً
وبجانبها منخفضات عميقة ومازالت توجد في الشمال الغربي أسوار ضخمة من طوب أصفر صلد
ذات ارتفاع ملحوظ وإلي الجنوب منها يمتد سهل إلى مسافة نصف كيلو متر واحد
لا تتخلله سوى بضعة أكوام قليلة الأهمية وينتهي في الجنوب بتل آخر ضخم من الأطلال
يسمى " إيشان عمران بن علي " ويبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب 600 متر
ومن الشرق إلى الغرب 400 متر، ومتوسط ارتفاعه 25 متراً، وبالقرب من المنتصف يوجد ضريحان مقببان
يسمى الأول " إبراهيم الخلي " ويسمى الثاني " عمران بن علي " ومنه أخذت الأطلال اسمها الحالي . 
أسد بوابة الحله
- وصف زقورة الحله :
محرقة كيس (أور-كيش Ur-Kish) المبنيه في منطقة الواثق (أنير كدرمه)
بنها الغزاه الكلدان وتقع بالقرب من الطرف الجنوبي للسهل الذي تقوم عليه قرية جمجيمة
يوجد منخفض مربع يبلغ عمقه عدة ياردات وطول ضلعه نحو مائة متر
وفي وسط هذا المنخفض الذي لا تواجه جوانبه الجهات الأصلية تماماً 
ترتفع منصة من طوب اللبن المجفف في الشمس إلى ارتفاع ثلاث عشرة قدماً
وطول ضلعها نحو ستين متراً وجوانبها موازية للحدود الخارجية للمنخفض
ويسمى هذا المنخفض " الصحن " وهو يمتلئ جزئياً بمياه الرشح
وفي منتصف ضلعه الجنوبي توجد حفرة مستطيلة يبلغ طولها نحو خمسين متراً 
وتمتد إلي الخرائب المسماة "عمران بن علي"
- وصف الأطلال المركزية والجنوبية :
يوجد الكثير من التلال في الجهة الشرقية من القصر و " المقلوبة "، يطلق عليها اسم " الحمراء "
نسبة إلى أكبرها في الجنوب الشرقي الذي يسمى " أيشان الحمراء " أي " الخرائب الحمراء " لطوبها الأحمر .
ويلاصق الزاوية الجنوبية الشرقية للقصر، خرائب تسمى " المركز "
وإلى الجنوب من ذلك يوجد تل طويل غير منتظم الشكل يحمل اسم " أيشان الأسور " أو " الخرائب السوداء ".
ومن كل هذه الأسماء العديدة للبقايا الأثرية الرئيسية في الحله يمكن إدراك أن المباني في أقدم أحياء المدينة القديمة
كانت كثيرة جداً ولاشك في أن المنطقة كانت تعتبر في غاية الأهمية حتى رؤى أن الأسوار المحيطة بها 
غير كافية لحمايتها لذلك أقيمت استحكامات منفصلة إلى الشرق تمتد من الشمال إلى الجنوب كحماية إضافية . 
أما الأطلال على الجانب الغربي من النهر فقليلة الأهمية والأرجح أن تغيير مجرى النهر
هو الذي أدي إلى تدمير بعض المباني على الأقل . 

- وصف بوابة لبان والقصر الأوسط :

من الجلي أن بوابة لبان كانت جزءاً من تحصينات المدينه الغربيه
ولكن لا يعلم تماماً الجزء الذي كانت تضمه من المدينة وبعبور هذه البوابة، يرى السائح
وإلى الغرب منه بناء ضخم  أشبه بالجبل  شامخاً " كأشجار الغابة "
ومزيناً بالأرز وكل أنواع الأخشاب الثمينة وكانت بواباته من النخيل والأرز والسرو والأبنوس والعاج
مغشاة بالنحاس ويحيط بها إطار من الفضة والذهب وكانت الأعتاب والمفصلات من البرونز
وكان الإفريز حول القمة في لون اللازورد، لقد كان قصراً يحظى بالإعجاب
باب لبان

- وصف القصر الشمالي والحدائق :

في أقصى الطرف الشمالي من المدينة كان يقع القصر الذي تدل علية الآن الذائب
وفي تلك الحالة يكون هو القصر الموجود رسمه على لوح في القسم الآشوري في المتحف البريطاني
والذي تحيط به ثلاث حوائط مزينة بأعمدة تستند على ظهور أسود سائرة
وعلى لوح مجاور يوجد رسم مبنى صغير مزدان بالأعمدة ولكنه يقوم على تل ويوجد إلي يسار اللوح
صورة منحوتة لملك وأمامه مذبح إشارة إلي الشعائر الدينيه والتل كثيف الأشجار التي يحتمل أنها أشجار زيتون .
وإلي اليمين توجد سلسلة من القناطر تعلوها أشجار وتمتد قنوات الري إلي مسافات طويلة في الشمال
وإلى مسافات قصيرة في اليمين ولابد أن هذا البستان المرسومة صورته بتلاله وقنواته وأشجاره الكثيفة
قد جعل من القصر وما يحيط به أجمل بقعة في بلاد شنعار وموضع إعجاب كل من زار المدينة .
أفول نجم مدينة الحله :
أفل نجم مدينة الحله حوالي عام 720 ق.م تقريباً 
بالتزامن مع هجمة الكلدان على نينوى بقيادة هولوفرنيس (أليفانا)
من سفر يشوع بن بائيري (20:7) :
20 فأجاب عخان يشوع وقال : حقا إني قد أخطأت إلى الرب إله إسرائيل وصنعت كذا وكذا
21 رأيت في الغنيمة رداء شنعارياً نفيساً ومئتي شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلا 
وكان هذا الرداء آخر رداء شنعاري يصنع في الحله
وعلى الرغم من عدم وجود مصادر عربيه تتحدث عن تاريخ تدمير مدينة الحله
إلا أن الاشاره واضحه من سفر يشوع بن بائيري انه تم عام 720 ق.م
وبذلك أفل نجم مدينة الحله العظيمه
تم بحمد الله ,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق